العقيدة النووية الروسية الجديدة، وقصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ اوريشنيك
عقد مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة الأنبار بتاريخ 26/11/2024، وبحضور مدير المركز الدكتور "طارق حامد"، والسادة رؤساء الأقسام والأساتذة الباحثين، جلسة تحليلية عن العقيدة النووية الروسية الجديدة، والقصف الروسي الذي استهدف أوكرانيا بصاروخ "أوريشنيك" المتطور.
وافتتح الجلسة التحليلية الدكتور "عمر حامد شكر" رئيس قسم الدراسات الأمنية والمجتمعية في المركز، مشيرًا بنقاط إلى ابرز ما جاء في العقيدة الروسية النووية الجديدة، وهي:
1) إن العدوان على روسيا او حلفائها من دول غير نووية بدعم من دول نووية سيعد هجومًا مشتركًا.
2) إن اي دولة غير نووية توفر اراضيها لضرب روسيا ومواردها واراضيها ستكون هدفًا نوويًا لها حتى وان كان الهجوم تقليديًا حساسًا وخطيرًا بالنسبة لروسيا.
3) وان اي عدوان من دولة غير نووية وهي عضو في تحالف عسكري ستعتبره موسكو هجومًا مشتركًا، وسببًا للرد النووي.
كما قدم الدكتور "عمر حامد شكر"، ايجازًا عن مواصفات صاروخ "أوريشنيك" الروسي الذي استهدف اوكرانيا، والذي تصل سرعته إلى 10 ماخ، أو ما بين 2 إلى 3 كلم في الثانية، وتتجاوز سرعته 5 أضعاف سرعة الصوت، والذي يعد نسخة محدثة من صاروخ آر إس- 26، وهو متعدد الرؤوس الحربية، كما انه صاروخ باليستي متوسط المدى، ومن ميزاته أن أنظمة الدفاع الحديثة لا يمكنها اعتراض صاروخ "أوريشنيك"، كما أن الصاروخ قادر على أن يصل إلى أي موقع في أوروبا.
واوضح الدكتور "عمر حامد"، سبب ضرب روسيا لأوكرانيا بهذا الصاروخ، طبقًا لما جاء على لسان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، يوم الخميس الماضي، حيث أكد أن إطلاق روسيا لصاروخ "أوريشنيك" على منشأة عسكرية أوكرانية في مدينة دنيبرو، جاء ردًا على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية من طراز "أتاكمز"، وأخرى بريطانية من طراز "ستورم شادو". حيث اتهمت موسكو واشنطن بتشغيل صواريخ "أتاكمز"، معللة ذلك بأن أوكرانيا غير قادرة على تشغيل هذه الصواريخ لوحدها. كما اعتبر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، أن الغرب قد حوّل الصراع في أوكرانيا إلى نزاع ذي أبعاد عالمية.
وتساءل الدكتور "عمر حامد شكر"، هل إن هذه التغيرات المتسارعة كالعقيدة النووية الروسية الجديدة واستخدام صواريخ متطورة جدًا سوف تعجل بنشوب حرب عالمية ثالثة، ربما تستخدم فيها الأسلحة النووية؟.
وخلال الجلسة التحليلية، قدم مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور "طارق حامد"، تحليلاً حول استخدام الاسلحة المتطورة في الحرب الروسية الاوكرانية، متوقعًا ان سيناريو وقوع حرب نووية مازال بعيدًا حتى مع اقرار العقيدة النووية الروسية الجديدة، بسبب أن القيادة الروسية تدرك أن استخدام السلاح النووي له اثار كارثية على روسيا وعلى أوكرانيا وباقي دول اوروبا، وان السلاح النووي مازال سلاح ردع.
كما تداخل باقي الاساتذة الباحثين من المركز ومنهم رئيس قسم الدراسات المستقبلية وإدارة الازمات الاستاذ المساعد الدكتور "فلاح مبارك بردان"، الذي اشار إلى إن استخدام صاروخ "أوريشنيك" الروسي المتطور جدًا، جاء ردًا على استخدام اوكرانيا للصواريخ الأمريكية والبريطانية بعد حصولها على الضوء الاخضر من قبل قيادات كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا باستخدام هذه الصواريخ لضرب العمق الروسي، وانها تطورات خطيرة تنذر بتصاعد الازمة بين روسيا من جهة واوكرانيا والغرب من جهة ثانية. كما رجح الدكتور "فلاح مبارك"، ايضًا عدم استخدام الاسلحة النووية من قبل روسيا في المرحلة الحالية، كون أن استخدام هذا السلاح يعني نشوب حرب عالمية ثالثة عنوانها السلاح النووي ونتائجها كارثية على البشرية.