مقال بعنون (صراع الأحزاب السياسية في العراق وتأثيره على الانتخابات القادمة)

مقال بعنون (صراع الأحزاب السياسية في العراق وتأثيره على الانتخابات القادمة)
Share |
2025-04-23
مقال بعنون (صراع الأحزاب السياسية في العراق وتأثيره على الانتخابات القادمة)

 

صراع الأحزاب السياسية في العراق وتأثيره على الانتخابات القادمة

م.م سليمان علي سليمان

قسم الدراسات الأمنية والمجتمعية/ مركز الدراسات الاستراتيجية

‎مقدمة:

‎يشهد العراق حالة من التجاذب السياسي المستمر بين قواه الحزبية في سياق ما بعد احتجاجات تشرين 2019 وتشكيل حكومات توافقية، وتنامي دور الفصائل المؤثرة. ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية المقررة في 11/11/2025، تتصاعد حدة الصراع بين الأحزاب سياسيًا وإعلاميًا وميدانيًا وسط محاولات لإعادة ترتيب المشهد السياسي. وتعد هذه الانتخابات اختبارًا جديدًا للتوازنات الداخلية ومدى تأثير الخلافات الحزبية على مستقبل العملية الديمقراطية.

‎أولًا: مشهد سياسي منقسم

‎تتسم الساحة السياسية العراقية بالانقسام الحاد خاصة بين الكتل الشيعية الكبرى وبين القوى الكردية والسنية نفسها. ومن أبرز ملامح هذا الانقسام:

1.    ‎ استمرار التنافس بين قوى “الإطار التنسيقي” والتيار الصدري (رغم انسحابه رسميًا من البرلمان).

2.    ‎ بروز تيارات مدنية ومستقلة تحاول كسر هيمنة الأحزاب التقليدية.

3.    ‎ خلافات داخل القوى الكردية حول إدارة المناطق المتنازع عليها، والموقف من قانون النفط والغاز.

‎هذا الانقسام يلقي بظلاله على العملية الانتخابية من حيث التحالفات، والبرامج وآليات خوض الانتخابات.

‎ثانيًا: أدوات الصراع السياسي قبل الانتخابات

‎تلجأ الأحزاب العراقية إلى عدة أدوات في صراعها الانتخابي منها:

1.    ‎ التحشيد الإعلامي ومحاولة تشكيل رأي عام ضد الخصوم.

2.    ‎ استخدام الدولة ومؤسساتها كوسائل ضغط أو نفوذ.

3.    ‎ تجييش الشارع عبر خطاب الهوية والانتماء المذهبي أو القومي.

وتوظيف المال السياسي من قبل الاحزاب والشخصيات السياسية لشراء الاصوات الأمر الذي يشكل انعكاسات سلبية وبشكل مباشر على نزاهة النتائج الانتخابية.

‎وتخشى بعض القوى الناشئة من أن تؤثر هذه الأدوات على نزاهة الانتخابات وعدالتها خصوصًا في المناطق التي تشهد سيطرة غير متوازنة من بعض الأحزاب أو الفصائل.

‎ثالثًا: تأثير الصراع الحزبي على المشاركة الشعبية

‎أحد أبرز التحديات التي تواجه الانتخابات القادمة هو عزوف المواطنين عن المشاركة نتيجة لتجارب سابقة لم تؤدِ إلى تغيير حقيقي في إدارة الدولة. ويرتبط ذلك بـ:

1.    ‎ ضعف ثقة المواطن بالعملية السياسية.

2.    ‎ قناعة شريحة واسعة بأن الانتخابات تخضع لنفوذ المال السياسي والسلاح.

3.    ‎ غياب ضمانات حقيقية للشفافية والرقابة المستقلة.

تدني نسبة الوعي السياسي لدى فئة الشباب الأمر الذي ادى على عدم فاعليتهم وعدم تحملهم مسؤولية المشاركة السياسية الفاعلة.

‎ويتوقع أن تؤثر شدة الصراع بين الأحزاب على نسبة المشاركة, وقد يعزز الإحباط الشعبي من فكرة “تدوير الوجوه نفسها”.

‎رابعًا: آفاق ما بعد الانتخابات

‎في ظل استمرار الانقسام السياسي وغياب مشروع وطني جامع فإن نتائج الانتخابات القادمة قد تفضي إلى أحد السيناريوهين:

1.    ‎ إعادة إنتاج نفس التوازنات والتحالفات الهشة ما يعني استمرار الجمود السياسي.

2.    ‎ بروز قوى جديدة أو تحالفات مختلفة إذا ما نجحت القوى المدنية أو المستقلة في كسر هيمنة القوى التقليدية.

‎لكن في كلتا الحالتين يبقى الاستقرار السياسي مرهونًا بمدى قدرة الأطراف العراقية على بناء تفاهمات حقيقية بعد الانتخابات بعيدًا عن منطق الإقصاء أو المغالبة.

‎خاتمة وتوصيات:

‎يمثل صراع الأحزاب السياسية عاملًا حاسمًا في تشكيل المشهد الانتخابي المقبل في العراق، وقد يكون مؤثرًا في تحديد شكل الحكومة المقبلة ومستقبل النظام السياسي ككل.

 

من أجل ذلك يوصي الباحث في هذه الورقة بـ:

1.    ‎ العمل على تهدئة الصراع السياسي قبل الانتخابات لتوفير بيئة تنافسية متوازنة.

2.    ‎ تعزيز دور المفوضية المستقلة للانتخابات وضمان الرقابة المحلية والدولية.

3.    ‎تشجيع المشاركة الشعبية من خلال تقديم برامج واقعية وعدم استخدام القضايا الإقليمية أو الهوياتية كأدوات تعبئة انتخابية

تفعيل الفقرات القانونية التي تحمي العملية الإنتخابية والتي تسهم في تعزيز نزاهة الانتخابات

 
عدد المشاهدات : 171